المحتوى التعليمي هو كل المهارات والمعلومات والمعارف والسلوك الذين يتلقّاهم المتعلّم من المعلّم أو المدرسة أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن توظيف كافّة أنواع الوسائط لتمثيل المحتوى التعليمي وتقديمه بشكلٍ جذّاب وفعال كالصور والفيديو والأوديو وغير ذلك.

 يمكن للمحتوى التعليمي أن يأخذ الشكل الكلاسيكي المطبوع كالكتب والمنشورات التعليمية، ولكن التطوّر التقنيّ زاد من انتشار المحتوى التعليمي الرقميّ كالكتب الصوتية والإنفوجرافيك والدورات التدريبية على الإنترنت والفيديوهات التعليمية وغير ذلك.

 لا تفيد صناعة المحتوى التعليمي في نشر الوعي حول موضوع ما فقط، بل تفيد في التسويق للمعلّم أو الجهة التي تقوم بصناعة المحتوى كخبير في هذا المجال، أي إن المحتوى التعليمي يعطي انطباعًا عن خبرة المؤسسة أو الفرد التي تقدم هذا المحتوى مما يزيد ثقة المتلقي بهذا الطرف.

 تتطلب صناعة المحتوى التعليمي من المعلّم أو صانع المحتوى التعليمي أن يكون ملمّا بجوانب المادة العلمية التي يقوم بتقديمها ما سيدفعه للبحث والتدقيق في هذه المادة ممّا ينعكس إيجابًا على معارفه في هذا المجال.

 ومنذ عدة سنوات ساهمت التكنولوجيا في توفير العديد من فرص التعلم عن بعد اختياريا حتى كانت نهاية عام 2019 أصبح الأمر ضرورة بسبب ما فرضته جائحة كورونا من إجراءات احترازية كان على رأسها تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات.وبسبب هذا الأمر انتشرت المنصات الرقمية والمحتويات التعليمية الرقمية المختلفة لتلبية الاحتياجات الدراسية في جميع أنحاء العالم.

 صناعة المحتوى الرقمي التعليمي:

المحتوى التعليمي الرقمي يعد من أهم المحتويات التي يتم تداولها بعد انتشا تجربة التعليم عن بعد ( اونلاين )

والحاجة إلى هذا المحتوى لم تعد نوعا من أنواع الرفاهية ولكنها أصبحت حاجة ملحة مثل ما ذكرت سابقا.  ولذلك قبل أن نتحدث عن صناعة هذا المحتوى وأهم الأدوات التي يمكن استخدامها سوف نلقي نظرة على أهم مميزات هذا المحتوى التعليمي الرقمي.

مميزات المحتوى الرقمي التعليمي:

يساعد المحتوى الرقمي التعليمي وتقنيات التعليم الإلكتروني على تحقيق العديد من المميزات الرائعة التي تصب في مصلحة الطلاب والعملية التعليمية ككل. ومن أهم هذه المميزات:

أولا: التعلم الرقمي يجعل الطلاب أذكى :

أدوات التعلم الرقمية تساعد الطلاب على تطوير مهارات التعلم الذاتي وهو الأمر الذي يعود عليهم بفائدة كبيرة.

ومن أهم مميزات هذا الأمر أنه يساعد الطلاب على تحديد ما يحتاجون إلى تعلمه مع إجادة فن البحث عن المعلومات وتقييم الموارد المتاحة.

كذلك تساعد أدوات التعلم الرقمية على إشراك الطلاب في العملية التعليمية بإيجابية وفعالية وتنمية مهارات التفكير النقدي لديهم. أيضا تساعد هذه التقنيات على تعليم الأطفال العمل التعاوني الفعال والاعتماد على بعضهم البعض من أجل تحقيق النجاح.

ثانيا : التعلم الرقمي يساعد الطلاب على تحمل المسؤولية:

المحتوى الرقمي التعليمي يجعل الطلاب أكثر تحملا للمسؤولية مع وجود الدافع الذاتي للتعلم.وهناك العديد من الأساليب التي تستخدم في صناعة المحتوى الرقمي التعليمي تساعد الطلاب على الانخراط في العملية التعليمية باهتمام أكبر وبدوافع أقوى.

ومن أهم هذه الطرق استراتيجيات العمل الجماعي وحل المشكلات وخرائط المفاهيم واستراتيجيات الفصل المقلوب والألعاب التعليمية.

كما أن محتوى التعلم الرقمي يمكن التفاعل معه بسهولة أكبر لأنه أكثر إلهاما وألطف من الكتب الدراسية الصامتة وبالتالي يمكن استيعاب المعلومات بشكل أفضل.

ثالثا : مشاركة المعلمين وأولياء الأمور بشكل أفضل:

أدوات التعلم الرقمي تسمح للمعلمين وأولياء الأمور بالمشاركة على نطاق أوسع في عملية التعلم.ولا تقتصر هذه المميزات فقط على التواصل السريع والفعال، ولكنها تمتد أيضا إلى مساعدة المعلمين على التحضير الجيد للدروس والإلمام بأهم وسائل التدريس الفعالة.

كذلك تساعد وسائل التعلم الرقمية أولياء الأمور على استخدام الأنشطة التفاعلية التي تشجع الأطفال على التعلم بشكل ممتع.

رابعا : المحتوى الرقمي التعليمي يساعد على سرعة مشاركة المعلومات:

أدوات التعلم الرقمي تجعل من السهل مشاركة المعلومات بأقل التكاليف وبأسرع الطرق.

ومن خلال وسائل التعلم الرقمية يمكن للطلاب الوصول إلى المعلومات بسهولة وكذلك الحصول على ما يناسب احتياجاتهم بشكل مخصص.أيضا تساعد هذه التقنيات على توفير التكلفة العالية التي كان يتم دفعها من أجل الوصول إلى المعلومات والموارد التعليمية.

خامسا : زيادة قدرة الطلاب على الالتحاق بسوق العمل التكنولوجي:

حين يعتاد الأطفال في سن مبكرة على استخدام التكنولوجيا للتعلم والبحث عن المعلومات فإن ذلك ينعكس على خبرتهم في هذا المجال.كذلك تساعد هذه التقنيات على إتقان العديد من المهارات مثل حل المشكلات واتخاذ القرارات والأساليب التعاونية في التعلم.وتعد هذه المهارات من أهم المهارات التي يزداد الطلب عليها في أسواق العمل في العديد من أنحاء العالم.وتدريب الطلاب على هذه المهارات منذ الصغر يساعدهم على تحقيق متطلبات سوق العمل بسهولة.

سادسا : معالجة جوانب القصور في طرق التعليم التقليدية:

صناعة المحتوى الرقمي التعليمي الإبداعي يساعد على تجاوز العديد من السلبيات التي تعودنا عليها في طرق التعلم التقليدية. ومن أبرز ما تعالجه هذه التقنيات الوقت المهدر وتكدس الفصول والتعليم المرتبط بالتلقين والتحفيظ فقط.